مفكرة الإسلام: أعلنت الجالية الإسلامية في إيطاليا قلقها فور إعلان قرار زعيم اليمين الإيطالي سيلفيو برلسكوني إسناد وزارة الداخلية في حكومته الجديدة إلى روبيرتو ماروني، أحد قادة حزب رابطة الشمال والذي يتميز بخطابه العنصري العلني المعادي للإسلام والمسلمين.
وأكدت الجالية الإسلامية أن "برلسكوني اتفق مع حليفه حزب رابطة الشمال المتشدد على تطبيق قوانين جديدة ضد المسلمين"، مشيرة إلى أن "هذه القوانين ستخلق مزيدًا من التوتر بينها وبين المجتمع الإيطالي ومؤسساته". وأكد عدد من أئمة المساجد والمسئولين بالمراكز الإسلامية بشمال إيطاليا، أن "وصول رابطة الشمال واليمين الإيطالي إلى سدة الحكم يهدد التعايش بين الجالية الإسلامية والمجتمع الإيطالي إلى حد الدخول معه ومع قوانينه في صراعات ضحيتها في غالب الأحيان المسلمون".
وقال أحد الأئمة: إن :"اليمين الإيطالي خصوصًا حزب رابطة الشمال, سيلعب على أوتار الخلاف مع الإسلام والمسلمين لتحقيق شعبية كبيرة"، مؤكدًا أن :"هذا الحزب المتشدد أعد مجموعة من القوانين الجديدة ينوي تطبيقها عاجلاً لمحاربة ما يسميه قادته المتطرفون بالتغلغل الإسلامي داخل المجتمع الإيطالي".
وأضاف أن "من بين هذه القوانين عرقلة التراخيص للجمعيات الإسلامية التي تنوي فتح مقرات لها تكون بمثابة مساجد، وفرض شروط جديدة على الأئمة بإيطاليا بأن يلقوا خطبهم والآيات القرآنية باللغة الإيطالية, مع ممارسة تضييق إضافي على غالبية المهاجرين بخصوص تجديد رخص إقامتهم".
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت بعض الجالية الإسلامية في إيطاليا، وبشكل رسمي، الأربعاء الماضي، عن إطلاقها لمشروع جديد تحت مسمى "رابطة إسلام إيطالي في إطار الدستور" .
وجاء الإعلان عن انطلاق المشروع الجديد بحضور وزير الداخلية الإيطالي جوليانو أماتو، حيث تضمن بيان الإعلان الهدف من المشروع والمتمثل في مكافحة "التطرف بفاعلية"، وإنشاء "مجموعة إسلامية معتدلة ومتعددة تدعو إلى إيجاد حوار بين الأديان".
وقال الوزير أماتو على الوثيقة بأنها مهمة، وبأن هذا يوم جميل للعلاقات بين الدولة الايطالية والديانة الإسلامية.
وأكد الوزير الإيطالي على أن "الرابطة الجديدة" بصدد معالجة مشكلتين محددتين: الأولى قانون بناء المساجد، والثانية تدريب الأئمة، حيث وصف بعضهم بأنه يدعو إلى "العنف" .
يشار إلى أن سعاد سباعي رئيسة جمعية "النساء المغربيات في إيطاليا"، والتي انتخبت نائبة عن حزب شعب الحرية برئاسة سيلفيو برلوسكوني في الانتخابات التشريعية الأخيرة، كانت قد صرحت مؤخرًا بأنه لا يوجد في رابطتها أي "مكان للتطرف، ولا مكان لمن لا يقرون بالطابع المقدس للحياة أو للمساواة بين الرجل والمرأة".
جدير بالذكر أن أوروبا تسعى من خلال مؤسساتها السياسية والإعلامية من أجل تشكيل الإسلام وإخراج صورة منه تتوافق مع أوضاعها وتتماشى مع مبادئها وسياساتها، وذلك من خلال بعض المنتسبين للإسلام، ممن يمكن من خلالهم إمرار مثل هذه المشاريع والأطروحات.